Subscribe:

Tuesday, 26 March 2013

قصة قصيرة | الكابوس - الجزء الأول


ملحوظة : هذه القصة ليست مستوحاه من أحداث حقيقية , فقط هي من محض الخيال , و هذه القصة حكت نفسها بنفسها , وأعني هنا أن تصوّري لأحداث القصة في البداية مخالف تماماً لما ظهرت عليه في النهاية ... 

والسبب .. لا أدري إلي الآن ! 





الجزء الأول : 
 
حمل هاتفه الجوال وحرّك أنامله بمهارة حذقة يطلب رقماً , يبدو أنه يحفظه عن ظهر قلب , وإلا فكيف يضرب علي الأزرار بهذه السرعة ؟! أجابه الهاتف .. فبدأ بالحديث :
 
" لؤي معي ؟ ... أنا إبراهيم أخوك ... بخير والحمدلله ... اسمعني جيداً ولن أطيل عليك , حدث أخوتك جميعهم أننا بصدد اجتماع سنعقده في الحديقة المجاورة لبيت خالد أخوك الأكبر ... سنتناقش في أمور هامة للغاية علينا أن نتشاور فيها جميعاً ... أفعل ما أطلبه منك دون مناورة أو جدال فيكفي ما حدث لنا ... ستعلم ما حدث عندما يتواجد الجميع ... لا تقلق لا تقلق ... يا أخي لا تعبأ بتلك الأوهام وكفاك تخميناً وانتظر حتي نجتمع ... اتفقنا ؟ ... وداعاً ألقاك غداً ولا تنسي أن تُلح عليهم في المجئ , فأنا حدثتك أنت بالذات لقدرتك علي إقناعهم , وأرجوك لا تجعل الكرة تُعاد ولا يحضر أحداً من أخوتك , خاصة بعد فعلة هدير الشنعاء التي جعلت من عائلتنا أُضحوكة المدينة كلها  ... سأعتمد عليك في ذلك وأرجوك حاول معهم .. وداعاً ! "


أنهي المكالمة ووضع هاتفه في جيبه , وأسرع من خطوته حتي بدا له منزله من بعيد , اقترب أكثر فوجد زوجته تنتظره وبدا علي وجهها الضجر والضيق , وقالت له بصوت رخيم : وبما تُبرر تأخرك الليلة يا إبراهيم ؟  ... قال لها : 

" حبيبتي .. تعقدت الامور في الصراع المُحتدم بين خالد ونديم وكان عليّ أن أتصرف , فعقدت لهم اجتماع غداً أتمني ان يكون الأخير الذي نتحدث فيه عن تلك المشكلة .. حتي أتفرغ لحبنا وحياتنا ..  واعذريني .. قصرت في حقك .. لكن عائلتي علي وشك الضياع .. كان عليّ أن أُنقذ الموقف "

هدأت من روعه وربتت علي كتفيه , وقابلها هو بقُبلة علي جبينها وصحبها إلي غرفة المعيشة حيث أخبرته زوجته أن أطفاله بانتظاره  .. وعندما رأوا والدهم يدخل عليهم عَلت وجوههم البهجة والفرح وتشبّثوا بقميصه وتعلقوا برقبته .. لم يدرِ حينها ماذا يفعل .. فيكيف يلعب مع أولاده و الغم يملأ صدره من فِرط التفكير في أزمة عائلته .. أظهر ابتسامة باهتة لم يلحظوها لصغرِ سنهم .. وبراءتهم التي غلبت حُزنه وهمه ... فأنحي همومه جانباً وطفق يلعب مع صغاره ويشاركهم حياتهم التي لا يُعكر صفوها خيانةَ صديق أو أزمة مالية .. أو عبءَ المعيشة .. فقط يلهون ويلعبون دون مبالاة .. فأربع سنوات لا تكفي لطفل حتي يتقاسم مع والده المشاكل ..


هذا بالإضافة لكونه رحيماً .. هذا الأب !


" سأحاول أن أنام " هكذا قالها لنفسه وهو في طريقه إلي غرفته التي من المفترض أن تكون محلاً لراحته  , انطلق وهو يدري أن التفكير في حلٍ يطيب به جراح عائلته سيحول بينه وبين النوم .. هكذا اعتقد .. وهكذا حدث ...

" حياتي .. لذّت وطاب بوجودهم في كنفي .. فكيف تكون وقد فقدت أحدهـــم ؟!  .. همم إنها مشكلة .. في الحقيقة لا أُنكر أنّي و أولادي وزوجتي نضرب مثلاً رائعاً لأسرة ألفت الود والحب , إلا أن ثمة اضطراب يتخـلل جنبات حياتي "

قالها وهو يجول تائهاً في حجرته , فلا تدري له أيّ اتجاه , قد يُطيل النظر من شباك الغرفة , وقد يجلس علي مكتبه ويحمل قلما ويرسم خطوطاً لا معني لها .. وهكذا دواليك ! .. يعود أدراجه الي الشباك مرة أخري ويطيل النظر , يحاول أن يرسم لنفسه صورة درامية تُعبر عن مكنونه وهو يُحدث نفسه .. يعشق التأمل .

منظرٌ مُرضي قليلاً .. لا مانع من التحدث الآن .. لمرآته !
 
" نعم لن تكتمل المعادلة إذا هُدم الكيان الذي ترعرت فيه منذ صغري .. لن تكتمل المعادلة طالما تتنافر الأطراف وتلقي بالسهام أيَ محاولة تجمع القلوب , أمي وأبي تركوا بيتاً عريقاً مترامي الأطراف , لا يدرون أنه سيكون منشأ صراعٍ أبطاله أبنائهم , لو يعلموا ما يدور الآن بيننا لأصابهم العار . سأفعل ما بوسعي لأنقذ الموقف .. علي الأقل لأقوم بدوري كأخٍ أكبر لهؤلاء الرعاع ! ... آسف يا أخوتي .. فهذا أقل ما توصفوا به .. ولو حضِركم من أوجدكم في الدنيا لقال في حقكم أكثر من ذلك .. "

جفف عرقه بطرف أكمامه .. فاندهش ! لم يكن بعد قد غيّر ملابسه .. بدّلها سريعاً والقي بجسده علي السرير وأطلق تنهيدة تنمّ عن إرهاقه .. وخلد في النوم ..
  

غداً موعده مع مغامرةٍ أُخري .. مغامرة شديدة الصعوبة .. مع من ؟ هو لا يدري , فلو كان الأمر يقتصر علي فردين من أفراد عائلتين لهان له الأمر .. لكن عندما تمس المشكلة أولاده أو زوجته - وهو ما يخشي أن يحدث - فلابد أن المغامرة ستكون شديدة الصعوبة .. تتطلب حنكة ودهاء !


انتهي الجزء الأول .
ـــــــــــــــــــــــــــ


 قول رأيك في كومنت بكل صراحة والجزء التاني مش هايتأخر إن شاء الله 

التويتر بتاعي :)