Subscribe:

Thursday, 21 February 2013

لمبة جاز




تنوية : هذا الفريق هو أول فريق تطوعي أشارك فيه بعيداً عن الحياة السياسية , وسبق انضمامي لصناع الحياة .  
  

لمبة جاز

هذه الكلمة تعمدت أنْ أُرددها لنفسي كثيراً .. لغيري أكثر وأكثر ..  لتظل راسخةً في ذهني .. مهيمنةً علي تفكيري .. سابحةً في مُخيلاتي , ليست مجردُ شعار أو عنوانٍ اتخذناه .. أو إسمٍ علي ورق .. أو خطةٍ وهمية ستُطبّق في القرن الخمسين! .. أو مجموعةٍ من أصحاب القلوب الرهيفة قرروا وضعَ ذلك الإسم لأنهم من أبناءِ جيل الآي فون ولم يُجرب قط لمبة جاز .. بالطبع لا !



للشعار مدلولٌ .. عميقٌ .. يدعوا للتساؤل .. يثيرُ الإنتباه .. يُهيئك نفسياً لأن تُنصِت لما سنُفْضي به من كلامٍ يشرحُ المعني .. يوفر عليك  مجهوداً ذهنياً لفهمِ رؤيتنا وأهدافنا . نمرُ بمرحلتين أثناء شرح الفكرة .. المرحلة الأولي هي شرح المدلول .. سبب انتقاء الإسم , والتي نلاحظ بعدها بوادر الإزبهلال والإعجاب بما قيل , المرحلة الثانية وهي الشروع في تفصيلِ الخطة وتوضيح معالمَ الطريق الذي نسير عليه بخطى ثابتة وبأقدامٍ دائبة العمل .



تذكرْ معي كلَّ العُلماء الذين وضعوا بصمةً في التاريخ لن يُمحي أثرُها مهما طال الأمد , و تذكر معي ابن سينا وابن خلدون , ابن الهيثم والظهراوي وغيرهم من علماءٍ افتخرَ بهمُ الإسلامَ وشرُفت بهم البشريةُ جمعاء , أتراهم جائوا لنا بتلك العلوم نتاجاً لاتساعِ حركة التكنولوجيا في عصرهم ؟! أم لوفرة الامكانيات المادية والعلمية – إذا ما قورنت بعصرنا الحالي ؟! .. يا سادة هؤلاء درسوا وكتبوا مؤلفاتهم تحت أضواء  ( لمبة جاز ) !



الواقعُ التعليمي المأسوي .. سيطرةُ العقولِ المُسرطنة علي العملية التعليمية حتي فَتَكت بها وبكُلِ القائمينَ عليها , حالةُ الركود التي لا مجال لتحريكها بطرقٍ قد اعترف الجميعُ بأنها فاشلة برمتها , نحن – كطلاب –  نسكن غرفةً ظلماء لا بها ضياءُ شمسٍ مُتسربٍ من أحد ثقوبها , ولا نظام إضاءة كافٍ للإنارة حتي نرى – علي الأقل – أنفسنا! . أصبحت الغرفة حالكة السواد , وانتشر الفسادُ في جوانبها حتي شكت لساكنها .. وهل من مجيب ؟! نحاول أنْ نُضئ الغرفة .. لكن كيف يكون ذلك ونحن مكتوفوا الأيدي وليس بوسعنا أنْ نتدخلَ في تغيير النظام , ولا استبدال المناهج؟!  .. وغيرها من الأمور التي هَرِمَ الكثيرُ من فِرطِ التحدثِ فيها .. ما باليد حيلة ! لكن بالطبع هناك مخرج , هناك بصيصُ أملْ .. ولم لا وعقولنا ما زالت علي قيد الحياة .. ماذا عن الطالب؟! ماذا عن أبناء جيلنا ؟! لن نتركهم هائمين تائهين بين جدران الغرفة , سنساعدهم وسنستطيع حينها أن نضيء رُكناً في الغرفة , سنضيئها بـ  ( لمبة جاز ) عتيقة , هي المنقذ الوحيد ..



انطلقوا وليحمل كلٌ منا ( لمبة جاز ) يُضيء بها طريقه .. وسنجد الغرفة قد أُضيئت في النهاية .



لمبة جاز  ...



صراعُ دام ستة شهور .. فكرةٌ تُناقشُ بين اثنين .. التفافٌ حولَ الفكرة وبدأ المناقشة  .. قرارُ تم اتخاذه بأن نُكوِّنَ هيكلاَ تنظيميْ  .. خطةُ مبدأية  .. فشل .. أيضاً فشل ! .. ومازال الفشل يتكرر .. الصدماتُ تزيد .. هل نتخلي عن الفكرة ؟ .. لالا نحن نفضل الإستمرار .. بالفعل استكملنا المسيرة .. تدريبُ في كليات عديدة  .. تعلم مهارات جديدة  .. الآن نحن بصددِ خطةٍ جديدة تختلف تماماً عن قرينتها  ..مرت شهور اخري ومازلنا نبحث ونتدرب .. أخطاءُ لا تتكرر سوى مرة واحدة يعقبها تلافي ذلك الخطأ .. تفاصيل أخري تستحق الذكر لكن نكتفي بما نحن عليه الآن ..





مولود جديد نحن صانعيه .. يسمي  لمبة جاز .. هدفنا أن نجعل منا الكثير , لن تصفق اليد إن كانت واحدة بل يجب أن يتعاون اثنين في ذلك , ترسيخُ للمبادئ والمفاهيم الضرورية  لحياة الانسان في هذا السن , محاولة لتنمية المهارات التي يتميز بها كل طالب , محاولة للبحث عن الميزة النسبية , محاولة للبحث عن الأسطورة الشخصية  ..



عزيزي الشاب .. عزيزتي الفتاة , نحن  دون الثامنة عشر من العمر وكُلنا نعيش في وهمٍ صدّقناه وأقنعنا به أنفسَنَا وغيرَنا , أنتَ لست صغيراً , أنت بالغ وقادر , وإلا فلم يُكلفك اللهُ ويأمُرك بالصلاة  ؟ لأنه يدري أنّك قادر , وأنت عليك أن تدرك ذلك . حتي الإنسان المميز وهو في سنٍ صغير ,  تلتف حوله الإتهامات ويبدأوا بترديد كلماتٍ مثل : ( انت ليه مش عايش سنك ؟ ) .. ( انت عقلك أكبر من سنك ) .. الخ ! لا أقتنع بها مطلقاً , فمن لا يفكر في هذه السن فلا بد أن يعترف بالقصور .. أنت في الأساس صاحب عقل .



فريق  لمبة جاز  ..



نؤمن جداً بفكرتنا .. وسنظل عاكفين علي تنفيذها.. ولو تعايشت معنا ستجد ( لمبة جاز ) لسان حالنا جميعاً , في كل وقت وفي كل حين , حتي في الكشاكيل الخاصة بنا ستجد لمبة جاز .. وفي المدارس الأربعة التي ننتشر بها حالياً ستجدها بارزة .. ( ليس ضرورياً أن يكون هناك اعلاناً أو لوحة أو غيره ) .. لكن البروز والوضوح يكون في أبناء الفريق , في كل نشاط ستجد واحد منا ..





الآن ..



كُن معنا ... وشارك في نشاطنا



كُن منا ... وانضم للفريق



كُن لنا ... نريد أن نتعلم منك .. أنت بك الكثير !



كُن كما تريد أن تكون



لكن انتبه :



إما أنْ تكون أو لا تكون ..



إما أنْ تُصبح ذا قيمةٍ أو لا ..



ستكون– أنت -  لمبة جاز جديدةَ العهد عندما نرى فيك الجديد





يا سادة ..



الحياةُ رحلة لن يستشعر لذتها إلا صاحبَ الهدفْ .. الحالِمْ .. الذي يعيش ويموت من أجل فكرة حياتية تكون له في الآخرة عوناً .. القوي .. المؤمن بذاته .. الذي يبحث عن ذاته .  فإبدأ من الآن وعش تجربة , هذه التجربة - حتي لو فشلت - لكنها تمكنت من عقلك وهيمنت علي تفكيرِك ..

بالنسبة إليّ لمبة جاز تجربة لن تتكرر .. فريق عمل أكثر من رائع .. إستفادة غير محدودة . بالطبع هي تجربة فريدة من نوعها ..  والآن تسيطر عليّ كليا وأفخر بإنتمائي لهذا الكيان الرائع .



حالمٌ باكثر من هذا ..


ياسر مرعي







Thursday, 24 January 2013

السر - قصة قصيرة



كتبها : أحمد الفقى ، أحمد مُسلّم ، ياسر مرعى ..  " الأسماء مرتبه وفقاً للترتيب الهجائى ".



الســـــــر






" بحاجة للقليلِ من الراحة .. لا حرجَ من الإعترافِ بأنّ حياتي انقلبتْ علي أعقابها سوءاً, وأن ثمةَ شئ أحدثَ ضجة في ملكوتي الخاص , الكثيرُ من المفاجآت أربكت حساباتي وأجْبرتني - مُرغماً - علي الإتيانِ بنمطٍ جديدٍ لحياتي غيرَ الذي روضتُ نفسي عليه ".


لمْ أُبدِ أي إعتراض علي ما أفضي به صديقي عماد من كلماتٍ نطقَ بها بصوتٍ رخيم , كلمات تحملُ الحزنَ والمعاناة في باطنها .. أدركتُ حينها أن هذا هو السبب الذي طلب أن يقابلني من أجله , فيبدو عليه أنه يعاني من بعض المشاكل وينتظرُ مني أن أنهالَ عليه بالنصائح . ومن الجدير بالذكر وحتماً من الجيدِ , أني جئتُ في موعدي - علي غير العادة - وهو أيضاً جاء علي إثري. ولا أُخفي .. فعلي الرغم من عدم إدراكي - قبل مجيئي - بسبب المقابلة, إلا أن أساريري قد انفرجتْ عندما أصبتُ في اختياري للمكان والزمان الذي حددته له .    

علي ضفافِ النيل سرْنا معاً هائمين.. تائهين.. أشعةُ الشمسِ الناعمة تُغازل قريرة عيوننا, الهواءُ العَليلُ يداعب أجسادَنا ويلاطفها , ولا عَجَب في ذلك, فنحن في السادسة صباحِاً إذ الناس نيام والشوارع خالية. لا يشاركنا في تلك اللحظة غير ذلك الصياد ساكناً بسنارته علي تلك الصخرة القريبة من النيل, وذلك العجوز صاحب المركب الذي وقفنا ننتظره, ليأخذنا معه في جولة أستطيع خلالها أن أستمع إلي عماد  .
 
 "أريدُك أن تعرف أنه ليس من الضروري أن تفهمني, فأنت لن تفهمني.. لن يفهمني أحد, حتى أنا لا أفهمني ولا أستطيع أنْ أميزَ ما أريده.. لغزٌ غريب.. أنت لا طاقةَ بك لتتحملَ عِبئي وعبءَ حماقتي التي لا تصيبني لعنتَها الا بعد فواتِ الأوان ! . أنت صديقُ عُمري.. فقط اتركْنِي أتحدث وسأصيرُ علي ما يُرام   "


"هيا اركب! " .. قاطعتُ حديثَه عند وصولِ العجوز بمركبه  سبقتُ عمادَ إلي المركب, وأنا عقلي كاد يطير من فرطِ التفكيرِ في ما قاله لي. الحزنُ خيّمَ علي وجنته, حدثْتُ نفسي أنْ " هيا يا فتي لا تعبأ بحُزنك .. فأنت كما أنت .. مازلت الشخص الذي أعرفه .. شائبة ضئيلة علينا استئصالها ولن تترك أثراً سيئاً بمشيئة الله" .. هنا شرع العجوز في الابحار .. وبدأت الرحلة .. مع عماد   !



لم تكُن كلماتي تلك سوى محاولة يائسة لاجتثاثِ ما حاكَ في صدْره, دفعني إليها تلهُفي لمعرفة ماهية لُغزه لا رغبةً في حله. كانت الشمسُ قد بلغت شروقَها وأهدتنا أشعتها حين راح يسرد .. " تتجلى مُصيبَتي يا صديقي في كوني شخْصين ". قاطعَ حديثه ردُّ فعلِ عجوزِ المركب وهو يحدقُ بعينيّ التعجبِ كما كان حالي وقتها ، ولكنه لم يُعر اهتماماً فأتْبع.. 

" كما تعرفني يا صديقي فأنا مُولعٌ بقراءة لغةِ أجسَاد هؤلاء, وتحليلِ أفعال هؤلاء حتى إني لأتبيّن فعلَ أحدكم قبل وقوعه دون أخطاءٍ تُذكر، كل هذا طبيعي إلى أن قابلتُها - في إشارةٍ إلى مَها - فقد حاولتُ مراراً تبين أفعالها إلا أنّي أفشل دائماُ . "


لا أُخفيكم سِراً.. في بادئ الأمر حينَ ذكرَ عنْ نفْسِه قراءة الآخرين فإنما كان يصفُني ولكني ما لبثتُ أن أصابَني الخُمول لأني لم أجد بعد ما يستدعي إحداث ضجة في ملكوته, فبادرتُه بالسؤال وصولاً إلى الخاتمة. "وهل ذكرت لك كونك شخصين؟ ".. فابتسم بثغره ابتسامةً أغلقت عينيه كان مِلْؤها حُزنٌ عميق، ولأنه ناجعٌ في قراءةِ الآخرين فقد تبيّن مللي وحاجتي إلى النهاية لكنه لم يعره أي اهتمام .


" هي لم تحدثني بذلك بل نبهتني إلى كوني أُغير أحكامي وتصرفاتي في نفس الأحداث، جعَلتني أدرك أنّ ولَعي بقراءةِ الآخرين أفقدني الإنتماءَ في تصرفاتي، فأصْبحَ الحُزن لا يَرى عيني والفرحُ لا يلمسُ شفَتاي، ربما يموت هذا فأمتنع البكاء ثم أُتابع حياتي اليائسة لحظةَ مُغادرة عَزائِه وينجح هذا فأتكلّف الإبتسام لتهنئته وينجح نفس الشخص بعدها فأهنئه بحرارة، أكيلُ الأمورَ بمثقالين فأحكم على أناس من مظهرهم وأحكم على هؤلاءِ من ملْبسِهم بينما أنتظرُ لأحكم على هذا من تعامله، أنا أحمقٌ يا صديقي يحاول قراءة أفعالهم لا أكثر، ربما أكون مفتقداً للإنتماء.. ربما أكون مفتقداً للشعور.. أو ربما مها مخطئة ".


حين توقف عماد عن الكلام وجدني وقد تحولت بنظره عني، ورمى بصره ناحية العجوز فوجده وقد سكن المركب تحتنا وتوقف عن عمله تلهفاً لسماع حديثنا.. صديقي عماد انتظر رداً وجواباً شافياً لما يكنه في صدره من أسى.. للأسف يا صديقي ربما لا أحمل لك جواباً حتى في جوربي فبعد سماعي لحديثه أدركت أن الله قد أرسلني اليوم لسماع مصيبتي لا مصيبته فقد أدركت أني أقبع في تلك الدائرة التي يرقد هو فيها.. حاولت إخفاء تكدري وبحثت طويلا في أزقة عقلي عن رد قد يقلل جذوته.


"هل تؤمنون بالله؟ ".. هكذا فأجأنا العجوز بسؤاله . فبادر كلانا بسرعة - على الرغم من دهشتنا لتدخل العجوز فى الحديث - بالجواب بنعم . أستطرد بعدها العجوز وهو يستعيد التجديف "الله موجود جاحد هو من يُنكر وجود الله أيس كذلك؟ طوال حياتى وانا أقابل هؤلاء الجاحدون الذين يتبنون فكرة أن الكون خُلق نتيجة مصادفة. التأمل فى الكون يُفضى إلى حقيقة أن كل شىء مُرتب ومنظم بصورة دقيقة تجعل من الصعب على العقل والروح الإيمان بأن كل هذا نشأ نتيجة المصادفة أليس كذلك؟ تكمن المشكلة ان العلم أتاح لهؤلاء الجاحدين دوماً المخرج العلمى الممزوج بالفلسفة الذى يُفسر نشأة الكون فى ضوء علمى بعيداً عن وجود إله عظيم أحدث كل ذلك وهنا تأتى وتتجلى العلاقات الانسانية ومدى دقتها والهدف من وجود كل شخص فى حياتنا إلى حقيقة ان الله موجود!. الموقف الآن ان صديقً لجأ إلى صديقه المُقرب ليشكو إليه همه وسره فى تفانيه من اجل الاخرين وخوفه من عدم تملكه لهوية وانتماء واضحين والأهم الشعور. وصديق أخر يستمع فى إتزان ليجد حلاً لصديقه فيكتشف انه نفسه لم يجد حلاً لتلك المشكلة الذى يعانى منها أليس كذلك؟! "

صمت كلانا ونظر بعضنا إلى بعض فى دهشة ومن ثم نظرنا إلى العجوز مرة اخرى، فأستطرد مكملاً حديثه والإبتسامة تملىء فِيه  .. 


  " لنقل أن هُناك ثلاثةَ أشخاصٍ على هذا المركب يعانون من نفس المشكلة!، أنتم تخشون مما أنتم فيه، كأن يكتشف المرء قوته الخفية فيظن انها مرض مميت حتى يتعلم كيف يروضها ويُفيد بها الأخرين وحينها يُدرك أنه بطلاً.. من منا لا يرغبُ فى أن يُصبح بطلاً؟ ولكن تخشون فى لعب دور البطولة أن تفقدوا انفسكم لأنها أصبحت ملكَ الآخرين أليس كذلك؟ لا بأس ستفْقدون أنفُسكم!، ولكنكم ستُوجِدون لأنفسكم الوقتَ الذى تتأملون فيه وحدَكم وستصْنعون لأنفسكم أوقاتَكم الخاصة. هل فكرتم يوماً ما الهدف من وجودكم على تلك الأرض؟ هل جربتم يوماً أن تبحثوا عن السر الذى من أجله خُلقتم فى كل تلك الوجوه التى تحللون؟ تلك الوجوه التى تستطيعون أن تستشفون ماذا يخبئون فى روحهم؟ ولا يعاجلنى أحدكم بكلام الإسلامين وهم يُخبرونكم بإيمانهم المزيف أننا خُلقنا من أجل عبادة الله فقط، أصلحْ عبادتَك مع الله وستجدُ أنّ كل شىء على ما يُرام. نعمْ خُلقنا منْ أجل عبادةِ الله أولاً ولكن هناك سبب أخر. ألم تفكروا فى ذلك قط؟ ألا تشعرون بالفخر وأنتم تُخففون عن هذا وذاك، وأنتم تستطيعون وفى أحلكِ مواقفِ الآخرين أنْ ترسِموا البسمةَ على شفاهِهم؟ ألا تشعرون بالفخر الحقيقى وأنتم تكتسبون ثقةَ الأخرين فى يُسرٍ وسهولةٍ وسرعةٍ؟ ألا تشعرون بالفخر الحقيقى وأنتم تسْتنبطُون أفعالَ الآخرين وتٌحللون وتنصحون الآخرين بتجنُبِ هذا وذاك بسبب كذا وكذا؟ ألا تشعرون بالفخر الحقيقى والمغزى من وجودكم على هذه الأرض. لقد خُلقتم لترسموا البسمةَ على الشِّفاه. لتَمنحوا الأملَ للآخرين .. تَدبْرُوا فى علاقتكم الإنسانية وانظروا إلى الماضى وتأملوا كيف كان وجودُكم مؤثراً فى حياة الأخرين. تتسألون عن افتقادكم لإحساسكم؟! أنتم حمقى يا أولادى فالعُمر لا يُحسب بعددِ السنوات التى تُعاش بلْ بعدد المشاعرِ التى نحس .. وأنتم فى كل يوم وكل ليلة تتلقون العديدَ والعديدَ من المشاعر، سأخبركم سراً! أنا لست صاحب ذلك المركب، لستُ صياداً من الأساس.. لم أفهم ما الذى دفعنى منذ خمس سنوات إلى أن أُمارس تلكَ العادة صباحاً.. ربما هى تلك الرغبة فى أنْ أمتلكَ وقتى الخاص لنفسى لأُخططَ لحياتى ولَأتأمل ولِأنتمى إلى نفسى ولكن اليوم أدركتُ السرَ وراء تلك العادة، اليوم إزداد يقينى بأن الله موجود، فكل شىء محسوب وبدقة بالغة فتأملوا فى علاقتكم لعلكم تجدون الراحة النفسية التى تنشدونها " .



 تمت

24-1-2013