تنوية : تلك التدوينة سبق أن تم نشرها علي المدونة السابقة .. وأحببت أن أنقلها هنا
كانت بتاريخ 3 من شهر مارس عام 2012
ــــــــــــــــ
في تلك الأوقات اللاسعة ببرودة الشتاء , لا مفر من اللجوء إلي سريرٍ نلتفتُ تحت غطاءِه ونرتمي في أحضانه لنشعر بالدفئ . مددت ارجلي وأنا اتمطع علي الفراش وكأنني لم أنمْ منذ دهر .. لكن اختلف الوضع ها هنا .. فاللجوء للفراش كان لهدف بعينه , فقد كنت بحاجة إلي هدوءٍ نسبي يكفيني ولو لمدةِ ساعه , استطيع خلالها أن ارمي كل ضغوطاتي جانبا , واعطي لذهني الصفاء ..
حملت هاتفي المحمول بعد أن اكتمل شحنه بالكهرباء , فتحت مذكراتي التي كتبتها علي الهاتف , وتعجبت حينها من كمّ الكتابة المتواجدة علي الهاتف علي الرغم من الصعوبة التي تواجهني حين أكتب علي لوحة مفاتيح تلك الخردة القديمة , لفت انتباهي بعضُ الكتابات التي كتبتها من زمن ليس ببعيد , لكن لم يعنيني الأمر .. وشرعت في كتابه مذكرة جديدة ..
بدأت في تذكر كل شيء مررت به في دنياي .. وسجلته علي هيئة دعوة بأن تُمحى تلك الذكريات من ذاكرتي بما يحملها من أسى , أيضا تذكرتُ كلًّ أحلامي وأمانيّ التي اطمح لها , وسجلتها علي هيئة دعاء بأن احقق كل ما أتمناه , واري
ما أتمنى أن أراه … تذكرت علاقاتي السيئة مع البعض ورجوت الله أن يكون لنا
نصيب في الحياة وان نلقي الأحبة مرة أخرى علي أرض واحدة مفروشة ببساط من
الحرير الناعم .. طارحين كل أحزاننا جانبا , وبادئين صفحة جديدة ناصعة البياض تملأها الحب والإخاء …
تذكرت المستقبل مشوش المعالم .. المستقبل الغامض .. الذي طالما عانت عُضياتي من التفكير في معالمه .. أو محاولةً مني لأن ارسمَ له صورة .. وكالعادة فشلت .. لكني دعوت أن يتلون وتتضح الصورة أمامي اكثر واكثر ليطمئن قلبي .. ويهدأ بالي ,
لخصت كمّا كبيرا من الضغوطات , ومعدل لا بأس به من الأشياء التي شغلت بالي كثيراً.. وطرحتها علي هيئة دعوات ودعوات ..
انتفضت بسرعة من علي الفراش وأشعلت شمعتين ووضعتهم علي مكتبي دون أن اشعل أنوار الغرفة .. وأمسكت بقلمي وورقة وجدتها ملقيه علي الأرض .. وسجلت كل تلك الأشياء عليها .. ولففتها .. وضعتها في ظرف وكتبت عليه ” دعوة ابنِك ” .. وعلي الفور أطلقت الهواء من جوفي ليطفئ الشموع , وانطلقت بسرعة من غرفتي وذهبت إلي والدتي , وطلبت منها أن تأخذ تلك الورقة ولا تفتحها إلا أمام الكعبة الشريفة عند أول نظرة حيث يقبل الدعاء .. قبلت يد أمي ورأسها .. ورجوتها أن تعتني بنفسها جيدا في سفرها لبلدٍ طالما حلمت أن تضع أقدامها عليها
لو عجبتك قول رأيك في كومنت
وهاكونا مطاطا
:))