Subscribe:

Featured Posts

Sunday, 16 May 2021

A dentist’s journey to become a certified digital marketer. Does it worth?

A fresh graduate dentist dramatically decided to pause his clinic work and started his journey to study digital marketing through DMND. Yes, it’s weird and exciting to know how and why he did that and what motivated him.

 

This is me, and I will declare the story behind my decision.

 


photo copyrights: Small Business Bonfire

Everybody have a false impression to the dentist in Egypt, especially the fresh graduate one, that he could be rich with little effort. But in this digital life, in which everything becomes online, this dentist may waste his time and lose his money because he is not aware enough to know how to professionally market himself in a digital way. I spent more than 8 months in my clinic without any progress, and my way of self-marketing missed any updates, so it gained nothing for me. I was disappointed and I was about to close it.

 

I asked myself, what is the best way to upgrade my qualification? What will attract patients to my clinic? Why do I insist on using the old way of offline marketing? How could I build my business besides the traditional way? Now, I am sure that this digital era needs something I am missing. Everyone tries to gain money in a creative way in case he is aware of digital marketing, and every dentist should use digital marketing to reach the people he wants to attract and to deal with his clinic in more creative methods.

 

By accident when I was surfing on Facebook, I found the scholarship of DMND. I applied for it and I started an exciting journey studying digital marketing. I passed the hard levels and the projects they asked for and finally, I get the certificate.

 

Now, everything completely has changed. I feel like I have a new mindset to use, creative techniques in my business. I launched my own campaigns and I exactly got what I missed in my clinic. Besides, I also have my freelance gigs on 2 freelance platforms. What an amazing change in my life!

 

Now, I represent myself to help every dentist who wants to join this course. I will be your mentor and give you tips and tricks to pass the scholarship in an easy way. Especially you will need to know how to gain everything you need in digital marketing related to dentistry life. This is my role and without any fees.

 

Apply for this application to have a seat on this amazing trip.


Press on Link: Form


I will call you and follow up on every step until the end of the course.

 

 


Sunday, 4 August 2013

برقيةٌ .. لنْ تصل! - #هالة_أبوشعيشع


ولأنّها زهرةٌ، اخترْتُ لونَ الخطَّ لائقاً بها.


مؤكد .. لنْ تصل!، إلا لو اغتالني الغدْرُ كيف اغتالكي، وشاء القدر.

حينها .. سأقرأها عليكِ شفاهيةً، وأعيريني-  يا من جعلتي الدنيا بأسرها تُعيرُكِ الإنتباه -  أعيرينِي الإنتباه. سأهديكي البرقيةَ بعد الإنتهاء، ومعها مُصحفاً. أما البرقيةُ فعلّقيها إنْ شئتِ، وإنْ شئْتِ فعطّريها برائحةِ المسكْ، واحفظيها. والمصحفُ، فاقرأي منه ما قال ربّك في الرجال الصّادقين ما عاهدوا الله عليه، فمنهم مثْلك من قَضى نحبه، ومنهم مثلي أنا من ينتظر. وإن سئمتُ الإنتظار، فستغّتالني الكلمات، وترميني الحروف بسهم الاحتضار.  

تسأليني من أنا؟، أنا يا من زيّنتي بصورتك الميادين - من اشتمّ عطرَ دمِكِ النفيس الغالي عندنا، الرخيصَ عند الشامتين، أنا - وإن كُنت غائباً مُتخلّفاً عن مسرح الجريمة - من جَثى علي قدميه كي يحفّ الدماء ويلملمها باصابعه المرتعشة، ( لا بأس بالحلم ) !

أنا من لا يعرفك يا زهرة الميادين، لم ولن أعرفك، فالـ ( لم ) لأنك بعيدة، وأنا بعيد، وكل الشهداء عنّي أغلبهم بعيد. والـ ( لن ) لأن المقتول غدراً لن يحيا في دُنيا رخيصة كدنيانا.

أنا الثائر على قاتلِيكِ، أنا الثائر علي ظالمِيكِ. أنا الثائر لأجلكِ، ولأجل المُتحررين من عُقدة الرعيّة المُسْتغفلة، أنا الثائر لأجل المُشرأبة أعناقهم عزةً وأنفة.

علمتي من أنا؟، دعيني أكمل .. أنا من لا يحق له أن يكتب عنك، فالرثاء لا يكتبه إلا الحبيب، لا يكتبه إلا القريب. أما وقد أصبحتي في قبرك- حبيبةَ الأحرار، وقريبةً من كُل ثائرٍ مغوار، وحجرةً في عينِ كُلّ طاغية جبّار، فأذَني لي بأن نتهامس قليلاً. أنا الخجولُ حين أختلس نظْرة إلي صورتك التي ذاع صيتها، وأُحدّث نفسي : مؤكداً لا يملك القاتل في أولاده كنزاً كهذا، فقتَلها شفاءً للغليل. مؤكداً أنه نجِسٌ عَكِرْ، وقتَلها لأنّه وجد صفاءً  وطهارةً لا يعرفها - الوغد - في عالمه.

الكثيرون بكوا علي فراقك، وحلّت صورتك مكان صورهم الشخصية تعبيراً عن ألمهم لابتعادك. أنا – يا صغيرة السن   لي عدد السنين اللواتي عشتيهن، الفارق أنّ عداد عُمرك أنت قد سكَن، وعداد عمري له أجل.. فليس حلّاً منطقياً أن أمكُث سنينَ أخرى أكون فيها قد سبقتك في السن، وأقول للناس في غطرسة متدنية، أنا أكبر منها، فاسمحوا لي برثائها وأكون قد أزلت الحرج. ربما ترددت في وضع صورتك، ربما تراجعت، لكنّي لم أتردد في أن أكتب لك مرسالاً جريئاً أعرفك فيه أني أعبّر كيفما شئت، والقلم لا يخجل!

هذا أنا ..

أكتفي بأن أعرّفك نفسي، بقيّة الكلام يخشى الخروج.

لو بكت مصر علي رحيلك، سأقول لها: أنّ أُنوثتك ربّت الكثيرين، وأفيدها خبراً بأن مثلك كثيرات، يملأن الميادين ولهنّ في الأسد قوته، وفي العصفور تغريده. هُنّ لله عِشْن، ولله يطلُبْنَ الشّهادة.

يا هالة .. أنت درسٌ تلقنّاه.
يا هالة .. من في الميادين أهلك، يريدون ثأراً، أو لحاقاً بك!
يا هالة .. ارقدي بسلام.

البرقيةُ محفوظةٌ حتّى إشعارٌ آخر
                         

Wednesday, 22 May 2013

يا هل تري .. ماذا جري؟! - حدوتة


ملحوظة : بذلت جُهداً رهيباً في سبيل وضع صورة لهذه التدوينة, إلا أن ثمة خلل ما أصاب المدونة ولم أستطع أن أضعها.. سأضعها لاحقاً, أو - إذ ربما - رأيتها علي شمالك وتحتها تعليق ما, اقرأه واعتبره جزءاً من التدوينة. لو لم ترَ الصورة, فاعلم أنني حاولت وباءت محاولاتي بالفشل.. غالباً المشكلة في الصورة! - والله أعلم


أذَن المؤذن مُعلناً صلاة الظهر, ذهبت إلي مسجدٍ يبعُد أمتاراً قليلةً عن منزلي كُنت قد إنقطعت عن الصلاة فيه لفترة من الفترات, مذ علمت أن الإمتحانات علي الأبواب تدقُّ رؤوسنا بصُداعها , ومثلي كمثل باقي الطلاب لا تطأ أقدامنا بساط منازلنا, لا أثرٌ لنا علي الإطلاق, والشيء الوحيد الذي يجمعنا ببيوتنا هو الطعام!, كُنا كالمجُهادين, من المدرسة وهذه نادرة إلي أحد زعماء عصابة مافيا الدروس الخصوصية, ومن ثمّ إما نعود أدراجنا إلي المنزل, أو تستمر حلقة الدروس علي مدار اليوم. وكان لي سابق حديثٍ مع إمام المسجد, شيخٌ كبير السن لكنه لم يصل بعد لمرحلة العجز التام, تقريباً عُمره يلهث في الستينات, في الحقيقة أنا لا أتذكر إسمه, وأيضاً هو لا يعرف لي إسماً - وهو ما فطنت به مؤخراً, لكننا سبق وأن تصادقنا وتحدثنا في أمور شتى, حتي أنه في بعض الأحايين كان يرسل سلامه مع صديقٌ لي, أو وحدثت مرة واحدة يرسل السلام مع أختي الطبيبة في عيادتها, عندما يذهب إليها ليفتّش في أسنانه الهالكة!

دخلت المسجد وكُنت تواقاً لرؤيته, شديد اللهف لمجرد السلام عليه, فقط أُسلم عليه دون أن أسرد في الحوار, لإعتقادي الجازم بأنه سيسألني عن غيابي, خاصة أن الكبار لا يتفهّمون أوضاعنا, وغالباً ما يتهموا ذلك الغياب بالإنحراف, أو اللجوء لرزيلةٍ ما أحالت بيني وبين المسجد. أخمن فقط نظرته لي .. وغالباً ما يكون تخميني لا يمُت للصواب بأي صلة, مجرد الإحتياط وفرز كل الإحتمالات وإعداد الجواب المناسب. المهم أني صليت صلاتي ورأيته يشاور لي بيده, علمت حينها أنها بداية حوار لذيذ سأحاول أن أهمش فيه السياسة ونتحدث سوياً عن أي شيء آخر مُفيد!  

بادر بالحديث عن أحوالي وأحوال دراستي, وكان ردي يشوبه بعض الرياء, لمجرد أن جاوبته بأن الوضع علي ما يرام, وهو علي النقيض تماماً!, فقد كانت ليلة إمتحان الأحياء وما أدراك ما الأحياء! - وقد عقدت النية أن أدخل الإمتحان بخمسة فصول فقط من ستة, ليس فحسب.. فقد اشتملت النية علي أن أدخلهم قراءةً فهماً بالطبع- ليس حفظاً!, المهم أني شعرت بالنفاق يتخلل الجواب, سأكفّر عنه لاحقاً بإذن الله!. استطرد الشيخ ووضح لي أن مغزى سؤاله أنّ له حفيد في مثل عمري ويريد أن يختار بين المجموعة العلمية والادبية, فكان يستوضح مني مستقبل هذه الكليات, والوظائف المُتاحة, والراحة المادية.. إلي آخره.
حددثته كيفما شاء, ووضّحت له ما غفل عنه, واتجه بناالحديث عن الشباب, ومشاكله, والسمات الأخلاقية المنبوذة التي تقوقعت في صدور الشباب, وأصبحت كالعدوي التي لا يسلم منها إلا من التفّ قلبه بوشاح الإيمان. رأيت منه تفاعلاً وقال لي أن الواقع السياسي المخزي يحول بينهم وبين إبداء آرائهم, ويقمع حرياتهم. كان ردّي نافياً لكلامه برمته, وبرهنت له أن الأزمة ليست سياسية, وأن الشباب لن يتغير إلا بإرادته وبجهده ليست بإرادة حاكمه, وإلا صار ذا خلق, حُراً مغلولاً بقيود العبيد.

رأيت استنكاراً علي وجهه, وانتبهت إلي أن ثمة بوادر للإنطلاق في حديث غير مرغوب فيه عن السياسة, فأحببت أن أنسحب من ذاك الموضوع اللعين, فاستطردت مبيناً رأيي المجمل للقضية, قُلت له أن الصمت هو الخيار الأسلم, وأن الكلمة مهما بلغت ذروتها من القوة, ووضاحة البيان- فإنها بالتاكيد ستخلق فتنة, لذلك فأنا صامت. شعرت بعدها بأن الطين زاد  بلة!, وازداد التبلد علي وجهه. وكانت الصدمة أن رأيت تعصبه الشديد معارضةً للنظام, واستمراره في إطلاق سيل من الإتهامات بعضها ليس بجديد, والآخر من تأليفه, والقليل منه كُنت من توّي سمعته من صديقي عكاشة, والعزيزة ذات النظارتين لميس!, ولو تذكرت أحداً منها لذكرته حتي ينضم إلي أقرانه من الإتهامات الأخري, وتتجمل الصورة أكثر فأكثر. لا أدري .. لكن الصدمة ليست في فحوي الكلام, فهو متعارف عليه, ووارد جداً حدوث تأويلات وتخاريف أو حقائق بالطبع!, أما الصدمة كُلها كانت في التحول الرهيب في شخصية هذا الرجل, عند بدء الحديث في السياسة, رأيت شخصية أخري جهلاً وخبلاً لا يليق بذي جلباب أبيضٍ وعِمّة.

لو لم أعد لأصل الموضوع, لكنت تحولت مجنوناً!, قلت له أن الأمر سيء جداً والأمر بلغ أقصاه من الخطورة, لكن هناك بصيص أمل, يا شيخنا لو رأيت الشباب في سنّي ماذا يفعلون, ماذا تفعل يا هل تري.. لو تري؟!, حدثته عن المُفكرين الصغار, وعن أصدقائي المُخترعين, وقلت له أنّ فلان ابتكرتقنيةً علي الهواتف الذكية, والآخر اخترع إنساناً آلياً يرسم الدوال الهندسية, ورأيت علي التلفاز شاباً أصغر مني سناً وقد اخترع جهازاً يعيد تدوير القمامة ويصنع منها طاقة. هذا كله جديرٌ أن يبعث الروح من جديد لنا, ولولا رؤيتي لهؤلاء, لكنت أطلقت علي نفسي الرصاص ( مازحاً بالطبع )!.

ردُّه كان في الصميم, قال لي: " الله يفتي عليك , كلامك زي الفل, والله يابني لسه واحد من الشباب اللي بتقول عليهم دول, معدّي عليّا بالورق بتاع حملة تمرد, وخلاني أوقع عليه, وقولتله هات شوية ورق عشان أخلّي الناس توقع معايا كمان في المسجد, بادعيلهم من قلبي ربنا يوفقهم "

ساد الصمت .. ودّعته وخرجت من المسجد, وضحكاتي وصيحاتي انطلقت دون أي مقدمات, وكدت انقلب علي ظهري مرحاً, واتسعت حدقتا عيني , لا أدري هل كان هذا جنوناً أم من فرط الذهول ووقع الكلمة!. تحسّرت بداخلي .. رفضت المقارنة المعقودة بين هذا وذاك – متمرداً كان أم متجرداً جميعهم لا يعنوني بشيء – لأنها مقارنة ظالمة.


الحياة لا تتطلب البحث في القمامة أكثر من ذلك, ستلوث ثيابك, ولن تنظف القمامة, هذه أولاً. ثانياً ..  حينما يختلط الحابل بالنابل في بلدٍ يتضح فيها كليهما, حينما يختلط الصالح الذي يعمل للرخاء بنفسه, والرغد لمعيشته, ويقظة فكره.. بالطالح العابث في ما بقى من أطلال الديار بحثاً عن دليل يدين  به قرينه ليمحي أثره, لو استمرت الحياة هكذا .. فسأبقي بعيداً ها هنا متابعاً, حتي أري طوق النجاة من الله. 



Monday, 8 April 2013

قصة | الكابوس - الجزء الثاني والأخير


ملحوظة : اذا لم تقرأ الجزء الأول من القصة فبادر بفتح الرابط لقرائتها قبل أن تقرأ الجزء الثاني منها , حتي تفهم الأحداث ! .. ودمتم

                                    http://yassermareyblog.blogspot.com/2013/03/blog-post.html
 
  ( 2 )   
  



استيقظ علي صوت هاتفه يرن بجانبه , نظر للساعة فكانت السابعة صباحاً , تأخر كثيراً عن المعاد المحدد , نظر للهاتف فوجد لؤي هو المتصل فأدرك أنه سينهال عليه بسيل من التنكيل واللوم علي التأخر .. فلم يرد عليه , واكتفي بأي يُسرع خطوته حتي لا يتأخر أكثر من ذلك ..

وصل الي الحديقة وكانوا كُلهم حاضرين , لؤي وخالد وهدير ولم يكن نديم قد حضر بعد , إلا أن لؤي أخبره أنه علي وصول فاطمئن قليلاً . المناخ العام مُريح نفسياً فهذه الأشجار الفارعة التي تلتف حولهم من جميع الإتجاهات أعطتهم احساساً بالأمان , وكأنهم يرتمون بأحضانها ! .. يكفي هذه الأزهار الملونة .. يفكر مليّا في أن يقطف بعضها لزوجته .. تلك الحمامة التي تحلق حولهم لفتت انتباهه , فهي تقترب أكثر وكأنها حاضرة وسطهم , لم يستطع أن يفسر ذلك .. إلا انه سرّ باختيراه هذا المكان الرائع ..

أخيراً وصل نديم .. وكالعادة شاحب الوجه , هزيل الجسد , عيناه تعلو بقعاً سوداء كالتي تبدوا علي المصابين بالأرق , إلا أنه ليس علي شاكلتهم , فتلك الجثة الحية الواقفة أمامهم أدمنت الخمر والسكر ..

جلس وسطهم وبدأ ابراهيم الحديث : " أعتقد أن حال العائلة بلغ أقصى درجات الخطورة , مجرد ابتعادنا عن بعض هذه مشكلة , فما بالكم وأنتم لا تكتفون بالإبتعاد , بل توقعون بين بعضكم البعض , أتنتظروا ان يهدم الكيان الذي تربينا فيه وعشانا فيه أطفالاً نمرح , ثم نأتي بعدها نبكي علي أطلاله  ؟!

أجابت هدير : " عن ماذا تتحدث يا صاح ؟! كيف تتحدث معنا بلهجة عتاب وانت تعيش في رفاهية ورغد ونحن ذقنا ألوان المشقة والكد ؟! أُنظر لبيتك وحالك وقارنه بما أُبتلينا به نحن , لا تتحـ ..

قاطعها ابراهيم في حدة : " كفي ! اخرسي .. أنتي من جلبتي العار والشؤم لنفسك ولغيرك , تتحديث عن بيتي وهو أعزُّ من أن يُذكر علي لسانك , لسنا سارقين أو عابدين للمادة وللمال مثلك , نحن من جلبنا السعادة لأنفسنا .. بأيدينا .. لأننا أردناها حقاً أولا تذكري حالك سابقاً , ماذا فعلتي بالمال وهو في حوذتك ؟ لم تنفقيه سوي علي اللهو والمجون , وألقيتي بنفسك في هوة العذاب .. بإرادتك !

لا أحدثكي وحدك .. بل أُحدثكم جميعاً , فماذا فعلت بنفسك يا نديم بعد أن رباك أبوك علي الأخلاق والقيم , ألا تفيق لنفسك وتدرك الصواب , خوفاً علي أولادك قبل أن يتشرّبوا صفاتك , تترك زوجتك وتهيم ليلاً في الشوارع بحثاً عن فتيات ليل !! بلا حياء او مروءة . ووصل بك الحال لأن تمد يدك علي مال أخيك لؤي  لتكون سارقاً أنت الآخر .. أصبحنا سارقين يا سادة ... سرقتم السعادة من قلوب أولادكم بعد أن رأوا منكم أفعالاً يعيب عليها الضمير والحياء , خُدعوا فيكم بعد أن كُنتم مثالاً يُحتذي به .. ماذا بوسعهم أن يفعلوا سوي أن يكبروا ويقترفوا نفس الأخطاء . وإصبع اللإتهام سيكون موجهاً تجاهكم .. "

عماد يستكمل الحديث :  دعنا نجد حلاً للمشكلة يا ابراهيم , فالكلام لا يُجدي ولا يفيد , أنا اري أن نكتب ميثاقاً بيننا نوقع جميعاً عليه , ونرجع إليه ساعة الإختلاف , ينص هذا الميثاق علي أن يحترم ...

قاطع لؤي : ليست سديدة هذه الفكرة , فالمشكلة أكبر من كوننا لا نحترم بعضنا البعض , أعتقد أننا بحاجة لأن نعيد الروح مرة أخري بيننا , فإبتعادنا عن بعض قد يكون هو السبب الرئيسي في انحراف البعض عن مسار العائلة .

هدير قالت في صوت رخيم وقد مالت برأسها لأسفل : من رأيي أن تكفّوا عن ذكرنا بالمنحرفين والمنحطين , فلو كنا كذلك لما جئنا لنتحدث سوياً , أعلم أني قد تسببت لكم ببعض الحرج ... لكني لا أتلذذ بأفعالي لو تعلمون ! .. أرجوكم .. لا تنبذونا بهذا الشكل لأن كلامك له تأثير السُم ...

عمّ الصمت الجميع ...

هذه اللحظات يحتاجون فيها الي سيمفونية حزينة يلعب بها العازف علي الكمان .. ربما , موسيقي ... حديقة .. أزهار .. أشجار , مشهد درامي مناسب تماماً لتلك اللحظة من السكون , الحمامة ؟؟ مازالت تحلق فوقهم .. لكن هذه المرة يصحبها حمامة اخري ..

تذكرها إبراهيم .. فظل يحدق فيهما بعينيه كثيراً .. يبدو أنهما الحمامتين -  يتسابقان .. فمرة يقفون علي غصن الشجرة ويقتربون مع بعضهم وكأنهم يتناجون , ومرة يحلقون في الهواء في آن واحد ... وهكذا دواليك ! وما أدراه أن الحمامتين أصدقاء لبعضهم , فلربما كانوا عائلة واحدة , ولو كانت كذلك فهي تختلف عن أي عائلة , عائلة نموذجية بالطبع تسمو فيها القيم الروحانية التي حباها الله فيهم ... وهما حيوان ! تأكد من ذلك عندما وصلوا الي غصن الشجرة مرة أخري , ولم يكن يلحظ ذلك العش الصغير وحمامة صغيرة ترقد فيه بسلام , يحفها أبوها وأمها ..

حدث إبراهيم نفسه ..

" ثلاثة حمامات .. هذه الأسرة قد تكون مثيلة لأسرتي , ولم لا وأنا وزوجتي وأولادي يملأنا الحب أيضاً , ونعيش في كنف بعضنا البعض في سلام وأمان .. "
نظر ابراهيم الي باقي أخوته في مجلسهم ..

ونظر مجدداً الي عش الحمام .. واستطرد :

" الا أنه من المستحيل ان يكون اخوتي كذلك .. فهذا الحيوان يفهم معني الحياة عنهم , من وجهة نظره أن الحياة عبارة عن أسرة صالحة يحضنون بعضهم , ليست الحياة مالاً أو لهواً او لعباً كما يعتقدوا هم – أقصد اخوتي , ليس أخوتي فحسب , فهذا حال معظم الأسر المعاصرة , لا لا هذا حال البشر جميعهم , بشر يملأهم الحقد والفجع وعبادة المادة ... يا الله ... أبوسعي أن أسيطر علي هذا الحمام وآتي به لكي يعطي لأخوتي درساً يتعلمون منه مدي الحياة .. كيف لي ذلك !! "

قال عماد : أوصلتم لشئ .. ؟

ردت هدير : اتركوني أفكر قليلاً .. ما رأيكم أن نجتمع غداً نكون قد فكرنا قليلاً ؟؟

وافق الجميع علي هذا الإقتراح .. 

سمع إبراهيم ما قالته , وأومأ برأسه إيجاباً , ولم يبد أي اعتراض .. بل قام من علي كرسيه واستأذن بالمغادرة , غادرهم وأساريره لم تكن منفرجة بعد .. فهو يعلم أنهم يماطلون في إيجاد الحلول  .. كالعادة !

لم يذهب إبراهيم إلي بيته ..
بل قصد الشجرة التي بها الغصن ..
جلس تحتها ..
جلس وسط الحمام .. وسط السلام والمحبة ...
طفق يحدق فيهم ..
أغمض عينيه قليلاً .. و أخذته سِنَة

فجأة .. سقطت علي رأسه ثمرة كبيرة للغاية مصدرها الشجرة .. صرخ بشدة وأمسك رأسه من فِرط الألم .. وعندما فتح عينه وجد نفسه علي سريره .. في غرفته ..

صرخ :  أين أنا ؟؟

جائته زوجته ... وقالت : أهوَ كابوس ؟؟

هياا قم فتوضأ حتي أُحضّر لك ملابسك التي ستذهب بها إلي اجتماع عائلتك ..

ابراهيم : اللعنة !

 تمت 


التويتر بتاعي 


 

Tuesday, 26 March 2013

قصة قصيرة | الكابوس - الجزء الأول


ملحوظة : هذه القصة ليست مستوحاه من أحداث حقيقية , فقط هي من محض الخيال , و هذه القصة حكت نفسها بنفسها , وأعني هنا أن تصوّري لأحداث القصة في البداية مخالف تماماً لما ظهرت عليه في النهاية ... 

والسبب .. لا أدري إلي الآن ! 





الجزء الأول : 
 
حمل هاتفه الجوال وحرّك أنامله بمهارة حذقة يطلب رقماً , يبدو أنه يحفظه عن ظهر قلب , وإلا فكيف يضرب علي الأزرار بهذه السرعة ؟! أجابه الهاتف .. فبدأ بالحديث :
 
" لؤي معي ؟ ... أنا إبراهيم أخوك ... بخير والحمدلله ... اسمعني جيداً ولن أطيل عليك , حدث أخوتك جميعهم أننا بصدد اجتماع سنعقده في الحديقة المجاورة لبيت خالد أخوك الأكبر ... سنتناقش في أمور هامة للغاية علينا أن نتشاور فيها جميعاً ... أفعل ما أطلبه منك دون مناورة أو جدال فيكفي ما حدث لنا ... ستعلم ما حدث عندما يتواجد الجميع ... لا تقلق لا تقلق ... يا أخي لا تعبأ بتلك الأوهام وكفاك تخميناً وانتظر حتي نجتمع ... اتفقنا ؟ ... وداعاً ألقاك غداً ولا تنسي أن تُلح عليهم في المجئ , فأنا حدثتك أنت بالذات لقدرتك علي إقناعهم , وأرجوك لا تجعل الكرة تُعاد ولا يحضر أحداً من أخوتك , خاصة بعد فعلة هدير الشنعاء التي جعلت من عائلتنا أُضحوكة المدينة كلها  ... سأعتمد عليك في ذلك وأرجوك حاول معهم .. وداعاً ! "


أنهي المكالمة ووضع هاتفه في جيبه , وأسرع من خطوته حتي بدا له منزله من بعيد , اقترب أكثر فوجد زوجته تنتظره وبدا علي وجهها الضجر والضيق , وقالت له بصوت رخيم : وبما تُبرر تأخرك الليلة يا إبراهيم ؟  ... قال لها : 

" حبيبتي .. تعقدت الامور في الصراع المُحتدم بين خالد ونديم وكان عليّ أن أتصرف , فعقدت لهم اجتماع غداً أتمني ان يكون الأخير الذي نتحدث فيه عن تلك المشكلة .. حتي أتفرغ لحبنا وحياتنا ..  واعذريني .. قصرت في حقك .. لكن عائلتي علي وشك الضياع .. كان عليّ أن أُنقذ الموقف "

هدأت من روعه وربتت علي كتفيه , وقابلها هو بقُبلة علي جبينها وصحبها إلي غرفة المعيشة حيث أخبرته زوجته أن أطفاله بانتظاره  .. وعندما رأوا والدهم يدخل عليهم عَلت وجوههم البهجة والفرح وتشبّثوا بقميصه وتعلقوا برقبته .. لم يدرِ حينها ماذا يفعل .. فيكيف يلعب مع أولاده و الغم يملأ صدره من فِرط التفكير في أزمة عائلته .. أظهر ابتسامة باهتة لم يلحظوها لصغرِ سنهم .. وبراءتهم التي غلبت حُزنه وهمه ... فأنحي همومه جانباً وطفق يلعب مع صغاره ويشاركهم حياتهم التي لا يُعكر صفوها خيانةَ صديق أو أزمة مالية .. أو عبءَ المعيشة .. فقط يلهون ويلعبون دون مبالاة .. فأربع سنوات لا تكفي لطفل حتي يتقاسم مع والده المشاكل ..


هذا بالإضافة لكونه رحيماً .. هذا الأب !


" سأحاول أن أنام " هكذا قالها لنفسه وهو في طريقه إلي غرفته التي من المفترض أن تكون محلاً لراحته  , انطلق وهو يدري أن التفكير في حلٍ يطيب به جراح عائلته سيحول بينه وبين النوم .. هكذا اعتقد .. وهكذا حدث ...

" حياتي .. لذّت وطاب بوجودهم في كنفي .. فكيف تكون وقد فقدت أحدهـــم ؟!  .. همم إنها مشكلة .. في الحقيقة لا أُنكر أنّي و أولادي وزوجتي نضرب مثلاً رائعاً لأسرة ألفت الود والحب , إلا أن ثمة اضطراب يتخـلل جنبات حياتي "

قالها وهو يجول تائهاً في حجرته , فلا تدري له أيّ اتجاه , قد يُطيل النظر من شباك الغرفة , وقد يجلس علي مكتبه ويحمل قلما ويرسم خطوطاً لا معني لها .. وهكذا دواليك ! .. يعود أدراجه الي الشباك مرة أخري ويطيل النظر , يحاول أن يرسم لنفسه صورة درامية تُعبر عن مكنونه وهو يُحدث نفسه .. يعشق التأمل .

منظرٌ مُرضي قليلاً .. لا مانع من التحدث الآن .. لمرآته !
 
" نعم لن تكتمل المعادلة إذا هُدم الكيان الذي ترعرت فيه منذ صغري .. لن تكتمل المعادلة طالما تتنافر الأطراف وتلقي بالسهام أيَ محاولة تجمع القلوب , أمي وأبي تركوا بيتاً عريقاً مترامي الأطراف , لا يدرون أنه سيكون منشأ صراعٍ أبطاله أبنائهم , لو يعلموا ما يدور الآن بيننا لأصابهم العار . سأفعل ما بوسعي لأنقذ الموقف .. علي الأقل لأقوم بدوري كأخٍ أكبر لهؤلاء الرعاع ! ... آسف يا أخوتي .. فهذا أقل ما توصفوا به .. ولو حضِركم من أوجدكم في الدنيا لقال في حقكم أكثر من ذلك .. "

جفف عرقه بطرف أكمامه .. فاندهش ! لم يكن بعد قد غيّر ملابسه .. بدّلها سريعاً والقي بجسده علي السرير وأطلق تنهيدة تنمّ عن إرهاقه .. وخلد في النوم ..
  

غداً موعده مع مغامرةٍ أُخري .. مغامرة شديدة الصعوبة .. مع من ؟ هو لا يدري , فلو كان الأمر يقتصر علي فردين من أفراد عائلتين لهان له الأمر .. لكن عندما تمس المشكلة أولاده أو زوجته - وهو ما يخشي أن يحدث - فلابد أن المغامرة ستكون شديدة الصعوبة .. تتطلب حنكة ودهاء !


انتهي الجزء الأول .
ـــــــــــــــــــــــــــ


 قول رأيك في كومنت بكل صراحة والجزء التاني مش هايتأخر إن شاء الله 

التويتر بتاعي :)