

تلك هي الحياة .. ان تسير في وسط العامة , وتختلط بالعشوائيات , وتجاري الاحداث من قلبها .. ما اجمل ان تعيش مع البسطاء .. تشاركهم المعاناة وتتعلم منهم كيف تكون الحياة بشقائها وهولها , الحياة ليست النادي , والباتون ساليه , وشوكلاته جالاكسي مثلما يعتقد البعض منا .. لندرك معا ان هناك من يعيش مكافحا بحق .. لنعترف اننا ولدنا في نعمة يجب ان نحمد الرب عليها
ستجدني اعشق الميكروباص – علي الرغم اني سيبته اليومين دول – لكن حبي له سيظل يلازمني , وبالتأكيد يرافقه اخوه الاتوبيس .. “ اتوبيس الشعب ” اركب الاتوبيس , وغالبا ما اكون “متشعلقا ” عليه .. وتلك هي الفرحة ! ادخل الباص وانظر الي وشوش الناس وأتأمل .. وعجبي ! تلك البساطة … يا له من شعب قاسي .. ان يكون هناك امثال هؤلاء يعانون حتي في ابسط الحريات وهي الراحة … وغيرهم من المتغطرسين ومن يركب الفيراري ويأكل ” الجلاكسي ” و ” كيت كات ” ومعاهم حته من ” مولتو بالجبنة ” كل ذلك يجبرني علي ان اقول اني في بلاد غريبة ! حقا غريبة بشكل قاسي … والمبهر في الموضوع ان الابتسامة لا تفارق الناس .
كنت لا افارق الميكروباص , واقضي احتياجاتي اعتمادا عليه , كنت الازمه وارابطته يوميا .. والان اعتذر لك يا صديقي اني تخليت عنك , لأن سائقك يدخن كثيرا , ويعلي من صوت الكاسيت دون مراعاة لمشاعري الرهيفة .. عندما يحترمني ذلك الشخص سأظل داخلك طيله الحياة وأترك ذلك التاكسي … سيظل احترامي للاشخاص بداخلك , وايضا سيظل احترامي لك للابد مهما افتعلت الازمة
…
وتستمر معاناة الناس .. ونترك
الرحلة من الميكروباص ونسترجع الذاكرة لذلك اليوم الذي قمت فيه بزيارة
لتلك المنطقة العشوائية بجانب الجلاء … دخلت ووجدت اشكالا واناس يعيشون
بطريقة لا يقبلها منطق اي انسان , ما تلك المعيشة السوداء ! تحسرت بشده من المنظر وعدت وانا احمد الله علي تلك النعمة .. رافعا كفي للسماء ان يديم تلك النعمة , ويرحم هؤلاء البشر , وان يكون عونا لهم …
وتستمر
الرحلة … وكعادتي في الصباح اذهب الي السوق لشراء احتياجات البيت – مش كل
يوم ولا حاجة يعني دي مزايدة مني – واحمل في يدي شنطة السوق وبجيبي المال
الذي سأشتري به .. اتجول في السوق ولا يجذب انتباهي الا ذلك الولد في مثل عمري , والذي يختلف عني وعنك كثيرا .. فانا اصطبح كل يوم علي الكمبيوتر , مستمعا للموسيقي , معدا للعدة سواء كنت ذاهبا
للمدرسة او الدرس او .. او .. الخ . الا ان هذا يصطبح علي القسوة من والدته , ويعد العدة ليبيع ” القوطة ” .. لا يتعلم ! .. وعجبي ! .. ذلك ” الشحط والجتة ” كيف تسمح لو والدته ان يترك تعليمه !… اهي الحاجة ! والمعاناة ! ام هي قسوة العيشة في تلك البلد ! .. وتظل تلك النظرة مني له متبسما .. مدركا انه ولربما تنصلح حال تلك البلاد واجده في مدرسة ليتعلم مثله كمثلي ..
نظرتي للبسطاء ستظل كما هي .. نظرة الي الوجه , يليها تعجب من حال الناس , فابتسامة اردها لهم بعد ان وجهوا لي تلك الابتسامة معبرين عن رضاهم لحالهم
ومع كل وجه انظر له اخرج بمعني جديد للحياة … وأظل الغريب ” غريب الطبع“
( يسقط يسقط حكم العسكر ) .. انتهت الحلقة

وهاكونا مطاطا :)